أحبطت فجر الأربعاء مصالح خفر السواحل بسكيكدة، محاولة هجرة غير شرعية، لـ 14 شخصا تتراواح أعمارهم بين«21 و 33» سنة، و ذكرت مصادر أن خفر السواحل لمحوا قاربا محملا بمجموعة من الاشخاص ليقوموا بمحاصرتهم و نقلهم الى الميناء، حيث وبعد توقيفهم، تم اخضاعهم للمعاينة الطبية من طرف أطباء الحماية المدنية بمقر حراس السواحل بالميناء القديم.
واضافت أن الجميع في صحة جيدة، ماعدا شخص واحد و البالغ من العمر22سنة في حالة ارهاق شديد، أين وقد تم تحويله الى مستشفى سكيكدة، ذات المصادر أوضحت أن المهاجرين غير الشرعيين ينحدرون من ولايتي عنابة و سكيكدة.
من جهة ثانية تمكن مجموعة من الشباب يقطنون من الحروش من الوصول إلى الضفة الآخرى، بعد قيامهم برحلة هجرة غير شرعية، حيث اختفت أخبارهم ليومين قبل أن يتصلوا بعائلاتهم و يبلغونهم بوصولوهم الى سردينيا، يشار إلى أن ولاية سكيكدة عاشت مؤخرا عدة محاولات هجرة بعضها نجح و البعض الآخر أُحبطت محاولاتهم، و تشهد ظاهرة الحرقة ارتفاعا مستمرا وغير مسبوق في الاونة الاخيرة.
فبعدما كانت في السنوات التي خلت تشهد هجرة الشباب فقط، أصبح يركب قوارب الموت النساء والاطفال، وهذا ما يدفع بالجهات المختصة إلى دق ناقوس الخطر فلم تثني هؤلاء الحراقة لا التوعية بمخاطر هذه الخطوة، ولا ظروف العيش اللا إنسانية في المراكز الاوروبية والتشرد والمعاناة على الاراضي الغربية هذا اذا مروا بسلام ولم يبتلعهم البحر فيقضون غرقا كما حدث للكثيرين، ورغم كل هذا الا ان ظاهرة الحرقة في تنام غير مسبوق مع تواجد فئة اجتماعية تعتبر هشة كالنساء والاطفال، الذين قهرتهم الظروف المعيشية الصعبة في بلادهم، فانتشار البطالة وتراجع اسعار النفط الذي تعتمد عليه الجزائر بشكل اساسي في اقتصادها ما ادى الى التدهور الاقتصادي وارتفاع الاسعار وانخفاض القدرة الشرائية للمواطنين.
فحتى الموظفين يعانون من هزالة الراتب امام ارتفاع الاسعار الذي ينتهي قبل ان ينتصف الشهر فيغرق رب الاسرة في الديون مع فشل السياسات المنتهجة من حل مشاكل الشعب واحتواء الشباب، ناهيك عن التهميش الذي تعاني منه بعض المدن الجزائرية ونقص التنمية وعدم وجود اماكن ينفس فيها الشباب عن طاقاتهم فالبطالة من جهة وكذا غياب اماكن الترفيه من جهة يجعله يسلك طريقا من اثنين اما سبيل الاجرام والانحراف او امتطاء قوارب الموت كخطوة انتحارية اخيرة، التي تجعل الكثيرين منهم إما يموتون في الطريق او يعاد ترحيلهم الى الجزائر اذا وصلوا الى الضفة الاخرى بسلام او يعيشون حياة ضنكا في بلاد الغربة.
ومع استفحال هذه الظاهرة وضياع شبابنا وفقدانه الامل في بلاده ووطنه على الجهات المعنية والسلطات ومنظمات المجتمع المدني ان تتدخل من اجل وضع حد لها وايجاد حلول ناجعة تجعل الشباب الجزائري يجد المخرج في بلاده ويرى الامل في المستقبل، فشخص مستقر في بلاده له مهنة توفر له كرامة العيش ويستطيع ان يفتح اسرة ويستقر لا يفكر ابدا في الرمي بنفسه في تجربة اولها موت واخرها ذل وهوان، وهو لم يطلب الا ابسط حقوقه وادناها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق