الأربعاء، 14 ديسمبر 2022

المغرب وفرنسا.. الركراكي في مهمة "إبطال مفعول" مبابي ورفاقه

منتخب المغرب


تنتقل مغامرة المغرب في كأس العالم إلى مرحلة أخرى أكثر تقدما وخطورة في آن واحد، عندما يصطدم أسود الأطلس بمنتخب فرنسا حامل اللقب، والمرشح الأوفر حظا للمس الكأس الذهبية.

نصف النهائي الذي يشهد لأول مرة فريقا عربيا، سيقام على ملعب البيت في قطر في تمام الساعة 7 بتوقيت غرينيتش من مساء الأربعاء، في لحظة سيقف عندها التاريخ كثيرا.

مهمة صعبة تخطى المغرب كل الصعاب التي مر بها حتى الآن في كأس العالم، بداية من مواجهة كرواتيا ثم بلجيكا ومن بعدها كندا في مرحلة المجموعات، وفي ثمن النهائي إسبانيا، وأخيرا البرتغال في دور الثمانية. 


المنتخب الفرنسي هو آخر من فاز بـالمونديال، بالإضافة إلى امتلاكه الكثير من العناصر المميزة، على رأسهم كيليان مبابي، أحد أبرز نجوم العالم في الوقت الحالي، وهداف البطولة بالتساوي مع الأرجنتيني ليونيل ميسي، برصيد 5 أهداف لكل منهما. 


الفريق الفرنسي يتمتع بخيارات هجومية متعددة، مثل أوليفييه جيرو، وأنطوان غريزمان، وكينغسلي كومان، وعثمان ديبلي، مما سيجعل مهمة دفاع المغرب أكثر صعوبة من التحديات الأخرى التي خاضها. 


منتخب الديوك بجيله الحالي لديه خبرة نصف النهائي، بعد أن بلغ نفس الدور وتخطاه بنجاح في مونديال روسيا 2018، والآن يكرر التجربة أمام المغرب الذي يظهر لأول مرة في هذه المرحلة المتقدمة للغاية بكأس العالم.



"احترام غير مطلوب" 

 
المدير الفني للمنتخب المغربي، وليد الركراكي، فاجأ الحضور في مؤتمر صحفي، بعدما أعلن عن رغبته في "عدم احترام المنتخب الفرنسي لفريقه في مباراة نصف النهائي"، مضيفا: "أتمنى ألا تحترمنا فرنسا، لو احترمونا ستكون المباراة معقدة".


الركراكي عبر كذلك عن "احترامه لفرنسا كدولة يحمل جنسيتها، لكن دون أن يؤثر ذلك على عمله"، حيث أكد أنه "لا يعتبر منتخب ديديه ديشان هو فرنسا ذاتها، وإنما هو فريق كرة قدم هو الأفضل في العالم".


قلل الرجل كذلك من أهمية الاستحواذ على الكرة، وعلق قائلا: "هل الأفضل أن أستحوذ على الكرة وأسدد مرتين على المرمى أم نترك الاستحواذ ونسدد أكثر ونقوم بهجمات خطيرة؟ حسنا، سأخبر إنفانتينو بمنح نقطة للفريق الذي يستحوذ على الكرة في المباراة".

إيقاف فرنسا


مهمة إيقاف مبابي هي دائما حديث الإعلام والجمهور قبل مواجهة فرنسا، فعلتها إنجلترا ونجح كايل ووكر في منع خطورة مبابي بنسبة عملاقة، لكن الآن المهمة ستكون أكثر صعوبة على أشرف حكيمي، زميل مهاجم فرنسا في باريس سان جيرمان. 


الركراكي قال إنه "لن يضع خططا استثنائية من أجل مبابي"، مشيرا إلى "معرفة صديقه حكيمي بأسلوب وطريقة لعبه"، مؤكدا أن "فرنسا ليست مبابي فقط، وإنما فريق كامل من اللاعبين الرائعين". 


المدرب المغربي عبر عن "ثقته الكبيرة بخوض مباراة فرنسا وكأنها على أرضه، بسبب الدعم الجماهيري الكبير في قطر، ووصول 20 ألف مشجع مغربي قبل المباراة، لمؤازرة الفريق".

ثقة ديشامب

من جانبه، عبر المدير الفني لمنتخب فرنسا، ديديه ديشامب، عن "ثقته في التغلب على منتخب المغرب" في نصف النهائي، رغم اعترافه بـ"قوة الفريق الدفاعية". "المغرب لديه قوة دفاعية كبيرة، ولم ينجح أي فريق في الوصول إلى شباكه"، وفق تصريحات ديشان في مؤتمر صحفي.


المغرب استقبل هدفا وحيدا في 5 مباريات حتى الآن في بطولة كأس العالم، وجاء الهدف عن طريق الخطأ أمام منتخب كندا في مباراة حسمها الأسود لصالحهم بنتيجة (2-1).
ديشامب قلل من أهمية الحضور الجماهيري، قائلا: "نعرف أن الجمهور يدعم المغرب، تحدثت مع اللاعبين عن الأمر، لكن لن يمنعنا ذلك من تسجيل الأهداف والفوز، الجمهور لن يجعل المغرب يفوز، نحن مستعدون للمباراة".

مواجهات المغرب وفرنسا 

لم يشهد التاريخ مواجهة رسمية بين المغرب وفرنسا على مستوى الفريق الأول، لكنها حدثت في منتخبات الشباب والناشئين ودورات البحر المتوسط. 


لعبت فرنسا ضد المغرب 5 مباريات ودية لم تعرف خلالها الخسارة، فازت الديوك 3 مرات وحضر التعادل مرتين، بينهما مرة حسمها الأسود بركلات الترجيح في بطولة ودية.


ملعب لويس الثاني في موناكو استضاف المواجهة الأولى بين المغرب وفرنسا عام 1988، وفاز أصحاب الأرض بهدفين مقابل هدف.


بعد 10 أعوام لعبا مجددا في بطولة الحسن الثانية الودية، وحضر التعادل بهدفين لكل فريق، قبل أن يحسمها أسود الأطلس بركلات الترجيح.

عام 1999 شهد الودية الثالثة في مارسيليا، وفاز أصحاب الأرض بهدف نظيف.
المباراة الرابعة أقيمت عام 2000 مرة أخرى في دورة الحسن الثاني الودية، وفازت فرنسا بخمسة أهداف مقابل هدف.


أقيمت المواجهة الأخيرة عام 2007 في ملعب سان دوني، وتعادل الفريقين بهدفين لكل منهما.

ويأمل المغرب في أن يكون فوزه الأول على فرنسا في مباراتهما الأولى الرسمية، وفي أول ظهور لفريق عربي وإفريقي في نصف نهائي كأس العالم، من أجل التأهل إلى النهائي للمرة الأولى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق