مع تحول آلاف المباني إلى أنقاض في عشرات المدن بتركيا وسوريا بسبب الزلزال الذي ضرب البلدين يوم الإثنين، يقول خبراء إن إعادة إعمار هذه المناطق المتضررة والمنكوبة، ستستغرق سنوات.
ونقلت تقارير صحفية عن عضو جمعية هندسة الزلازل الأسترالية، كيفين ماكوي، قوله، إن "إعادة البناء في المناطق المنكوبة، ستستغرق وقتا طويلا. ربما عقدا من الزمن على الأقل".
وأضاف ماكوي: "تركيا لديها خريطة مخاطر جيدة وقوانين بناء لكنها لم تتبع. الطريقة التي انهارت بها العديد من المباني يوم الإثنين، كشفت عن ضعف التصاق مواد البناء، والمكونات الهيكلية غير الآمنة".
وشدد ماكوي على أنه "بعد إزالة الحطام في المناطق المنكوبة، يجب على المسؤولين إجراء عمليات تقييم للمباني التي ما تزال قائمة".
وبحسب ماكوي ورغم أن المباني السليمة قد تبدو جيدة بالعين المجردة "إلا أن سلامتها الهيكلية قد تكون متضررة. سيتوجب هدم بعض هذه المباني. هذه العملية وحدها قد تستغرق سنوات".
إيقاف مقاولين في تركيا
أوقف نحو 12 مقاولا في تركيا بعد انهيار آلاف المباني جنوب شرق البلاد جراء زلزال الاثنين، على ما ذكرت وسائل الإعلام المحلية أمس السبت.
وبين الموقوفين مقاول في محافظة غازي عنتاب و11 في محافظة شانلي أورفا , ويثير انهيار المباني الذي يكشف أنها شيدت بطريقة رديئة، الأمر الذي لم يترك فرصة لسكانها للنجاة، غضبا في البلاد حيث قتل أكثر من 21 ألف شخص.
ويتوقع توقيف مزيد من الأشخاص بعد إعلان المدعي العام في ديار بكر إحدى المحافظات العشر المتضرر بالزلزال، السبت إصدار 29 مذكرة توقيف.
وباشر مدعون تحقيقات في المحافظات المنكوبة مثل كهرمان مرعش حيث كان مركز الزلزال في منطقة بازارجيك , وأمرت وزارة العدل التركية المدعين العامين في المحافظات العشر بفتح "مكاتب تحقيق في الجرائم المتعلقة بالزلزال" , واعتقلت الشرطة الجمعة مقاولا في مطار إسطنبول، بعد انهيار مبنى فخم على قاطنيه في محافظة هاتاي.
تجارب دولية تمثل مكسيكو سيتي مثالا على مدينة نجحت في إعادة بناء نفسها بعد زلزال مدمر , فقد ضرب زلزال بلغت قوته 8.1 درجة المدينة في عام 1985 , مما تسبب الزلزال في مقتل ما يقرب من 10000 شخص وتشريد 100000 آخرين.
تضرر ما يقرب من مليون مبنى، وقدّرت قيمة الأضرار بـ4 مليارات دولار , وشددت الدولة بعد الزلزال قوانين البناء التي تركز على سلامة الهياكل، وتعتبر من أفضل قوانين البناء في العالم بحسب "نيويورك تايمز".
بلدان أخرى لم تكن محظوظة كالمكسيك من حيث وجود فريق من الخبراء مباشرة بعد الزلزال، أو الموارد اللازمة لإعادة البناء، مثل هايتي، حيث تسبب زلزال بقوة 7 درجات في عام 2010 في مقتل أكثر من 300 ألف شخص، وتهدم جميع المباني تقريبا في مركز الزلزال.
شهدت لوس أنجلوس نهوضا سريعا نسبيا بعد زلزال بلغت قوته 6.7 درجة في عام 1994، تسبب في مقتل 60 شخصا وإصابة 7000 ونزوح 20000 آخرين.
قدّر خبراء الضرر الناجم عن الزلزال في لوس أنجلوس بنحو 20 مليار دولار، لكن المدينة تلقت ما لا يزيد عن 11 مليار دولار من مساعدات إعادة الإعمار من الحكومة الفيدرالية، الأمر الذي ساعد في استعادة اقتصاد المدينة لعافيته من خلال توفير وظائف مؤقتة، وانخفضت البطالة في الشهر الذي أعقب الزلزال إلى 9.7 في المئة من 11 في المئة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق