السبت، 8 يوليو 2023

 «هواوي» تطلق أحدث نموذج للذكاء الاصطناعي «بانقو 3.0»
هواوي


أطلقت شركة هواوي الصينية العملاقة للتكنولوجيا، "بانقو 3.0"، أحدث نسخة من نموذج "بانقو" للذكاء الاصطناعي للتعلم العميق المدرب مسبقا، والذي تم الإعلان عنه في "مؤتمر مطوري سحابة هواوي" الذي عقد في مدينة دونغقوان بمقاطعة قوانغدونغ جنوب الصين.

وذكرت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا"، أن النسخة "بانقو 3.0" تتميز بتصميم من ثلاث طبقات إذ تحتوي طبقة الأساس "أل 0" على خمسة نماذج مختلفة: معالجة اللغة الطبيعية، وقواعد البيانات متعددة الوسائط، ورؤية الكمبيوتر، والتنبؤ والحوسبة العلمية، ويوفر "أل 0" مهارات مختلفة لتلبية احتياجات سيناريوهات الصناعة المختلفة؛ فيما توفر الطبقة الثانية "أل 1" مجموعة متنوعة من النماذج للمجالات المختصة، مع التركيز على مجالات مثل الحكومة الإلكترونية، والتمويل، والتصنيع، والتعدين، والأرصاد الجوية؛ بينما توفر الطبقة الثالثة "أل 2" نماذج متعددة خاصة بسيناريوهات معينة لتطبيقات صناعية معينة أو سيناريوهات أعمال تجارية محددة.

يمكن للعملاء أيضا تدريب النماذج باستخدام مجموعات البيانات الخاصة بهم بناء على طبقتي "بانقو" من "أل 0" أو "أل 1" لشركة هواوي.

وقال تشانغ بينغ آن، مدير تنفيذي لشركة هواوي والرئيس التنفيذي لشركة سحابة هواوي، إنه تم إنشاء سلسلة "بانقو" لخدمة احتياجات الصناعة، وتقديم خدمات ممتازة للعملاء في مختلف القطاعات، مضيفا أن مهمة "بانقو" هي مساعدة العملاء على الاستخدام الفعال وبناء نماذج واسعة النطاق، مما يتيح ترقيات الذكاء الاصطناعي.

وتم إطلاق سلسلة "بانقو" من شركة هواوي لأول مرة في عام 2021، وهي عبارة عن مجموعة من العديد من نماذج الذكاء الاصطناعي الكبيرة التي تدعم مجموعة متنوعة من مهام معالجة اللغة الطبيعية، بما في ذلك إنشاء النصوص وتصنيف النصوص وأنظمة المحادثة.

وذكرت شركة هواوي إن سلسلة "بانقو" قدمت بالفعل إسهامات كبيرة في العديد من الصناعات مثل التمويل والتصنيع والبحث والتطوير الصيدلاني وتعدين الفحم والسكك الحديدية.

وفي يوم الخميس الماضي، نُشرت مقالة بحثية حول نموذج الذكاء الاصطناعي "بانقو" للطقس في مجلة "نايتشر"، إحدى أفضل المجلات العلمية في العالم، وتحدثت المقالة عن كيفية تطوير نظام عالمي دقيق وموثوق للتنبؤ بالطقس، باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي المعتمدة على التعلم العميق، وتدريبه باستخدام 43 عاما من بيانات الطقس.

وأوضحت المقالة أن النموذج يمكنه في غضون ثوان أن يتنبأ بدقة بخصائص الأرصاد الجوية التفصيلية، بما في ذلك الرطوبة وسرعة الرياح ودرجة الحرارة والضغط الجوي عند مستوى سطح البحر وهو الأمر الذي يدل على أن "بانقو" دقيق للغاية مقارنة بأساليب التنبؤ العددي التقليدية التي قد تستغرق من ساعة إلى أسبوع، علاوة على أن سرعة التنبؤ لـ "بانقو" أسرع بـ 10000 مرة.

وأطلقت "هواوي" أيضا خدماتها السحابية "اسند أيه آي" التي يمكن من خلالها لمجموعة حاسوبية ذات بطاقة واحدة توفير 2000 بيتافلوب من طاقة الحوسبة، ويمكن لمجموعة حاسوبية ذات ألف بطاقة تدريب نموذج يحتوي على مليارات المعطيات المتنوعة لمدة 30 يوما دون انقطاع.

وأكدت "هواوي" أن طاقة الحوسبة الأكثر موثوقية للذكاء الاصطناعي جعلت نماذج اللغات الكبيرة في متناول عملاء الصناعة أكثر من أي وقت مضى.

الأربعاء، 5 يوليو 2023

استنساخ الأصوات.. هل يهدد الذكاء الاصطناعي مستقبل المطربين؟

الذكاء الاصطناعي

ثارت خلال الفترة الأخيرة حالة من الجدل حول عمليات استنساخ أصوات لمطربين مشاهير حاليين وراحلين، عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي لتؤدي أغنيات لم يؤدها أو يوافق عليها أصحاب تلك الأصوات.

تأثير الذكاء الاصطناعي على الغناءاختلف النقاد حول مدى تأثير الذكاء الاصطناعي على مستقبل المطربين، ومدى إمكانية أن يحل محلهم.

كانت أحدث عملية استنساخ قام بها ملحن شاب لبصمة تشبه صوت عمرو دياب وطرح من خلالها أغنية سببت لغطا كبيرا لاعتقاد البعض أنها صوت الهضبة حتي قامت شركة المطرب الشهير بإغلاقها على موقع يوتيوب ومنصات التواصل الاجتماعي.

سبق ذلك قيام الملحن عمرو مصطفي باستنساخ بصمة تشبه صوت كوكب الشرق الراحلة أم كلثوم، مما تسبب في خلاف مع ورثتها، وأثار الجدل بين المختصين الذين اعتبروا ذلك إساءة لتاريخ وصوت أم كلثوم.

كذلك تفجرت حالة جدل واسعة بعد قيام أحد المتخصصين باستنساخ بصمة تشبه صوت المطرب الراحل عبد الحليم حافظ الملقب بالعندليب، واستخدام تلك البصمة في أداء أغان للمطرب عمرو دياب.

أكذوبة كبيرة

من جانبه قال الناقد المتخصص في الموسيقى والغناء، أمجد مصطفى إن محاولات استنساخ أصوات كبار المطربين عبر الذكاء الاصطناعي في أكذوبة كبيرة وتشويه لأصوات كبار المبدعين المصريين وغير المصريين.

واستطرد أن محاولة أحد الملحنين استتنساخ بصمة صوت أم كلثوم، لم ينتج عن محاولة هذه الاقتراب بأي شكل من الصوت الحقيقي لأم كلثوم، وأي محاولة لاستنساخ بصمة صوت أي مطرب معروف سواء حالي أو راحل وجعله يغني أغنية حديثة ما هي إلا عملية مواكبة لـ"التريند" وتماشي مع موضة ما يسمى الذكاء الاصطناعي.

أمجد مصطفى قال كذلك إن محاولة استنساخ صوت عبد الحليم حافظ أو أم كلثوم أو حتى عمرو دياب هي مجرد تضييع للوقت، فالأفضل للملحن الذي يفعل ذلك أن يقوم بإعطاء اللحن لصوت من الأصوات الموجودة على الساحة.

وشرح أنه طالب المحلن عمرو مصطفى حينما استنسخ بصمة قال عنها إنها صوت أم كلثوم، طالبه بأن يقدم اللحن إلى صوت من الأصوات الحالية التي تؤدي أغاني أم كلثوم مثل مي فاروق أو ريهام عبد الحكيم.

وطالب أمجد مصطفى وزراء الثقافة العرب بالاجتماع لوضع حد لهذه المشكلة التي وصفها بأنه تشوه الثروة الغنائية العربية، لأنه مهما كان الصوت الذي يتم استنساخه فهو مجرد اختراع صنعه الإنسان ولا يمكن أبدا أن يقوم بتوصيل نفس إحساس الصوت البشري الطبيعي.

لا يهدد أصوات المطربين

وشدد على أنه برغم ذلك فإن الذكاء الاصطناعي لا يمكنه أن يهدد أصوات المطربين الحقيقيين أو يحل محلهم، لأن المطرب ليس مجرد صوت ينطق كلمات وفقط، ولكن هو إحساس، والإحساس هو الذي يوضح الفرق بين مطرب وغيره، فهناك مطرب صوته قوي جدا ولكنه لا يصل للناس، بينما نجد مطربا صوته أقل في الإمكانيات ولكن إحساسه وقدرته على التعبير أكبر فيصل للناس بشكل أكبر.

واستطرد أنه مهما بلغ الذكاء الاصطناعي من تطوى فلن يضاهي خلق الله، وإلا كان كل منا صنع له صوتا قادرا على الغناء وأصبح كل شيء مباحا.

مفيد بشرط

فيما قالت الناقدة الفنية، كريمان حرك، إنه في حالة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لاستحضار صورة أم كلثوم أو عبد الحليم حافظ فيما يعرف بالهولجرام، بينما نسمع لأصواتهم الحقيقية، فهذا مفيد وغير مضر.

وتابعت أنه إذا تم الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في استنساخ أصوات المطربين الراحلين أو الحالين وجعلها تغني أغان بألحان لم يغنيها هؤلاء المطربين، فهذه مشكلة، لأنه بجانب أنه يسيء لتلك الأصوات فهو يضيع حقوق أصحابها، ويضر صناعة الموسيقى والعاملين فيها، لأنهم سيتم استبدالهم بأدوات الذكاء الاصطناعي.

وأوضحت أنه إذا قبلنا بتلك الفكرة مع المطربين الأحياء حال موافقتهم على ذلك، فهذا غير مقبول مع المطربين الراحلين، لأنه يسيء للتراث الغنائي ولحقوق المؤلفين والملحنين الذين شاركوا في صنع تلك الأصوات.

الاثنين، 3 يوليو 2023

 "تويتر" تحد عدد التغريدات المعروضة للمستخدمين.. وماسك يوضح

إيلون ماسك


أعلن إيلون ماسك أن تويتر سيقيّد موقتا عدد التغريدات المعروضة لكبح الاستخدام المكثّف الذي تقوم به أطراف ثالثة لبيانات الشبكة الاجتماعية، لا سيما لتغذية نماذج الذكاء الاصطناعي.

وستحد المنصة عدد التغريدات التي يمكن للحسابات الموثقة مشاهدتها بـ6000 يوميا، و600 للحسابات غير الموثقة و300 للحسابات الجديدة غير الموثّقة.

قرارات ماسك الجديدة

بحسب ماسك سيتم "قريبا" رفع السقف إلى 8000 و800 و400 تغريدة على التوالي حسب نوع الحساب , والقرار هدفه "كبح المستويات القصوى من جمع البيانات والتلاعب بالنظام"، وفق ماسك.


ماسك أعلن الجمعة أنه لن يكون من الممكن قراءة التغريدات من دون ربط الاتصال وتقديم معرّفات , وأرجع ماسك قراره إلى أن "مئات المنظمات (ربما أكثر) تجمع البيانات من تويتر بنسق شديد، لدرجة أنها عطلت الاستخدام العادي".


من خلال الحد من عدد التغريدات التي يمكن قراءتها، يسعى ماسك إلى منع تلك المنظمات من جمع كميات هائلة من البيانات المستخدمة خصوصا لتطوير نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية.


لتطوير نموذج توليدي قادر على الاستجابة بطريقة تشبه الإنسان، على الشركات "تدريب" البرامج من خلال إعطائها أمثلة للمحادثات , وشدّد ماسك على أن "جميع الشركات التي تعمل في مجال الذكاء الاصطناعي تقريبا، من الشركات الناشئة إلى أكبر المجموعات في العالم، تجمع كميات كبيرة من البيانات".


كانت تويتر قد اضطرت إلى استعمال خوادم إضافية لدعم النشاط الكثيف , فتويتر ليست الشركة الوحيدة التي تواجه تداعيات صعود الذكاء الاصطناعي التوليدي وتطوير الخدمات المبنية على نماذج اللغة , وفي منتصف يونيو، رفعت منصة المناقشة "ريديت" الأسعار التي تفرضها على مطوري الطرف الثالث لاستخدام البيانات والمحادثات المنشورة على الشبكة الاجتماعية.

الثلاثاء، 20 يونيو 2023

مسح دولي يكشف "ثقة العالم" بالذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي


تعددت الدراسات التي تخوفت من دخول الذكاء الاصطناعي إلى مجالات عدة، لكنّ مسحا جديدا أجْرته مؤسسة "سفانتا" لبحوث التسويق شمل 5 آلاف شخص من مختلف دول العالم أشار إلى تباين واضح في آراء الجمهور تجاه بعض التقنيات.


ثقة البشر في تقنيات الذكاء الاصطناعي وقالت الدراسة إن هناك قبولا عاما للذكاء الاصطناعي في مجالات متصلة بخدمة الزبائن، حيث وافق ثلثا المستطلعة آراؤهم أو 67 في المائة على أن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على تحسين خدمة العملاء للشركات التي يتفاعلون معها.


وقال أكثر من نصفِ الجمهور أي 54 في المئة إن الشركات التي تَستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي، تقدم مزايا أفضل للعملاء مُقارنة بالشركات التي لا تفعل. وقال 64 في المئةِ إنهم يتوقعون الأتمتة وتشغيل مُعظَمِ الأقسامِ الرئيسيةِ داخل المؤسساتِ باستخدام الذكاءِ الاصطناعي خلال السنواِت العشر القادمة.


لكن هذه الثقة لا تنسحِب على القطاع المصرفي، إذ قال 68 في المئة من المستطلعَة آراؤُهم إنهم يَثقون بالعنصر البشري في البنوك والمصارفِ أكثرَ من تقنياتِ الذكاء الاصطناعي خصوصا في طلب القروض الشخصية.


ولا يختلفُ الأمرُ كثيرا فيما يتعلق بالطب.. إذ قال 74 في المئة إنهم يثقون في تشخيصِ الأطباء من العنصر البشري أكثرَ من تشخيص التقنياتِ التي تعتمد الذكاء الاصطناعي.


وانقسمت الآراءُ بالتساوي تقريبا تجاهَ السياراتِ ذاتيةِ القيادة، إذ أجمع 51 في المئةِ على أن السيارة ذاتيةَ القيادةِ قادرة على اتخاذ قرار أخلاقي أكثرَ من السائق البشري، خصوصا فيما يتعلق بالحوادثِ والتنبه إلى إشارات المرور.

وكشف الاستطلاع مخاوفَ الغالبيةِ من الذكاء الاصطناعي، إذ أوضح 86 في المئة أنهم يشعُرون بأن الذكاءَ الاصطناعي قادرٌ على تطوير نفسِه للتصرُّفِ بطريقة غيرِ أخلاقية , وأشارت الدراسةُ إلى أن 30 في المئة قلقون من "استعبادِ" الذكاءِ الاصطناعي للبشرية.

وتعكس هذه النتائج اختلافا واضحا بوجهات النظر بشأن توسع اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي، التي تحمل معها فوائد ومخاطر على حد سواء.

الخميس، 25 مايو 2023

ستغير حياة البشر.. بيل غيتس يتنبأ بالثورة التكنولوجية المقبلة

بيل غيتس

مرة جديدة احتلت توقعات المؤسّس المشارك لشركة مايكروسوفت، والملياردير الأميركي الشهير بيل غيتس عناوين الأخبار العالمية , ولا ترتبط توقعات غيتس هذه المرة بخطر وبائي قادم، بل بالتغيير الذي سيحدثه ظهور "الذكاء الاصطناعي" في حياة البشر.


مرحلة جديدة من تقنيات AI

فالملياردير الأميركي الذي تحول في 2019 إلى صاحب رؤية مثيرة للشكوك، عندما حذر وقبل ظهور كوفيد-19، من احتمالية انتشار فيروس قاتل في أسواق الصين، يرى أن العالم يتحضر في 2023 للانتقال إلى مرحلة جديدة في تقنيات "الذكاء الاصطناعي".

عدم الحاجة لزيارة محركات البحث

وقال غيتس خلال ملتقى AI Forward 2023 الذي تم تنظيمه منذ أيام، إن من سيفوز في سباق الذكاء الاصطناعي، هي الجهة التي ستتمكن من تطوير أفضل "مساعد رقمي" قوي يعمل بالذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أن هذه التكنولوجيا يمكن أن تغير سلوك المستخدم بشكل جذري، مما يؤدي إلى عدم حاجة الأشخاص إلى زيارة محركات البحث مرة أخرى، أو استخدام أدوات إنتاجية معينة أو حتى التسوق على أمازون.

دور أساسي للمساعد الرقمي

وبحسب الملياردير الأميركي فإن "المساعد الرقمي" سيتمكن من فهم احتياجات الناس وعاداتهم، وسيساعدهم على قراءة الأشياء التي ليس لديهم وقت لقراءتها، مشيراً إلى أن الأمر سيستغرق بعض الوقت حتى يظهر هذا "المساعد" القوي، حيث إنه وحتى ذلك الحين، ستستمر الشركات في تضمين ما يسمى بتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي المشابهة لـ ChatGPT في منتجاتها الخاصة.

فرصة 50/50

ويرى غيتس أن هناك فرصة نسبتها 50 بالمئة، بأن الفائز الذي سيتمكن من طرح أول "مساعد الرقمي" سيكون شركة ناشئة، ونسبة 50 بالمئة في أن يكون عملاقاً تقنياً، لافتاً إلى أنه سيصاب بخيبة أمل إذا لم تكن مايكروسوفت ضمن المنافسين للفوز بسباق الذكاء الاصطناعي.

ولم يغفل غيتس وخلال حديثه تطمين البشر لجهة تأكيده على أن الأعمال الداخلية للدماغ البشري لا تزال لغزاً للعلماء، في إشارة منه إلى أن الروبوتات التي تعمل من خلال الذكاء الاصطناعي لا تزال بعيدة عن تحقيق الوعي البشري.

التنبؤ بالثورات الرقمية

ويقول أخصائي شؤون التكنولوجيا جورج داغر، إنه بالعودة إلى تاريخ تصريحات رواد التكنولوجيا في التنبؤ بالثورات الرقمية، فإن هناك احتمالاً دائماً بأن يكون هؤلاء مخطئين، وهذا الأمر حصل عدة مرات في السابق، ولكن يصعب القول إن ما يراهن بيل غيتس عليه حالياً، هو توقع خاطئ، فالأمور على الأرض تتسارع بشكل كبير جداً، خاصة بعد تأكد الناس من القدرات التي تمتلكها أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

نظام رقمي ذكي

ويرى داغر أن "المساعد الرقمي" الذي تنبأ بيل غيتس بظهوره قريباً، والذي قال إنه سيغيّر سلوك المستخدمين وسيقتل غوغل وأمازون، هو كناية عن نظام رقمي ذكي، يتم تحديثه من بيانات الوقت الفعلي، ليتطور مع الوقت ويصل إلى مرحلة يكتسب فيها عادات وتفضيلات مستخدميه، وليتحول في النهاية إلى مساعد رقمي، يتخذ القرارات نفسها التي يمكن أن يتخذها المستخدمون لو توفرت له المعطيات ذاتها.

مهام للمساعد الرقمي

ويضيف داغر أن "المساعد الرقمي" سيستخدم المعلومات والبيانات المرتبطة بمستخدميه، لتقديم استدلالات وتفسيرات لكثير من الأشياء، مثل شخصيتهم وسلوكهم الاجتماعي، وميولهم في الشراء وتفضيلاتهم وانحيازاتهم، وذلك من أجل استنتاج التنبؤات الصحيحة، مشيراً إلى أن هذا المساعد سيكون قادراً على التعلم، من تلقاء نفسه من مستخدميه، ليكون قادراً على تحديد القرارات المناسبة التي يتعين عليه اتخاذها.

متى تظهر هذه التكنولوجيا؟

من جهته يقول أخصائي شؤون التكنولوجيا فادي حيمور ، إن "المساعد الرقمي" هو نظام يستخدم المحاكاة والتعلم الآلي، وجمع البيانات للمساعدة في اتخاذ القرار المناسب لمستخدميه، وذلك اعتماداً على تقنيات الذكاء الاصطناعي، لافتاً إلى أن بيل غيتس أكد أن ظهور هذه التكنولوجيا للعلن، لن يكون بعيداً ولكن الأمر يحتاج لمزيد من التطوير.

نسخ حالية لم تظهر للعلن

ويرى حيمور أن النسخ الحالية من "المساعد الرقمي"، المتوفرة داخل مختبرات الشركات، لا تزال بدائية ومنخفضة الدقة ولذلك لم تظهر للعلن، فهذه التكنولوجيا تتطلب دقة عالية في الأداء، حتى تكون قادرة على دمج كل البيانات الموجودة في العالم الحقيقي، في وقت حدوثها الفعلي مع تحديثها لحظة بلحظة، ومن هنا يمكن فهم قول غيتس إن الشركة الأولى التي ستكون قادرة على إطلاق أول "مساعد رقمي" قوي، ستكون الفائزة في سباق الذكاء الاصطناعي، فالأمر ليس بالسهل أبداً.

مساعد رقمي للجميع في المستقبل

ويؤكد المختص بشؤون التكنولوجيا أنه في مرحلة ما، سيكون لدينا جميعاً "مساعد رقمي"، مشدداً على أن هذه البرامج لن تملك الوعي البشري، بل ستعمل من خلال تحليل البيانات، وقد تخطئ كثيراً نتيجة عدم دقة التنبؤ، وهي ستثير العديد من القضايا الأخلاقية التي تتعلق بسلامة البيانات.

الثلاثاء، 16 مايو 2023

 "غوغل" تتحدى "مايكروسوفت" في ميدان الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي


ستُدخل شركة "غوغل" التابعة لألفابت مزيدا من الذكاء الاصطناعي إلى منتجها الأساسي الخاص بعمليات البحث، على أمل إثارة حماس المستخدمين مثلما فعل تحديث مايكروسوفت لمحرك البحث المنافس (بينغ) خلال الشهور القليلة الماضية.

ففي مؤتمرها السنوي في ماونتن فيو بولاية كاليفورنيا عرضت غوغل إصدارا جديدا من محركها الذي يحمل الاسم نفسه.

وبوسع المحرك المطور، الذي يطلق عليه اسم "تجربة البحث التوليدية"، صياغة ردود على الأسئلة المفتوحة مع الحفاظ على قائمة الروابط المعتادة التي تظهر عند البحث.

وقال سوندار بيتشاي الرئيس التنفيذي لألفابت بعد أن اعتلى المنصة خلال فعاليات المؤتمر "إننا نعيد تصور جميع منتجاتنا الأساسية، مثل البحث".

وأضاف أن غوغل تدمج الذكاء الاصطناعي التوليدي في البحث بالإضافة إلى منتجات مثل (جي ميل)، حيث يمكنه إنشاء مسودات رسائل، و(صور غوغل)، مع إجراء تغييرات بالصور مثل التلوين في الأجزاء الفارغة.

ووفق نائبة رئيس الشركة كاثي إدواردز فإن المستخدمين الأميركيين سيتمكنون من الوصول إلى تجربة البحث التوليدية في الأسابيع المقبلة من خلال قائمة انتظار، وذلك في مرحلة تجريبية ستراقب غوغل خلالها جودة نتائج البحث وسرعتها وتكلفتها.

ويأتي غزو غوغل لما يعرف بالذكاء الاصطناعي التوليدي بعدما قدمت شركة أوبن إيه.آي الناشئة (تشات جي.بي.تي)، وهو روبوت الدردشة الذي أطلق سباقا محموما على التمويل بين المنافسين المحتملين.

ويقدر الذكاء الاصطناعي التوليدي على إنشاء محتوى جديد تماما مثل النصوص الكاملة والصور، باستخدام بيانات سابقة.

وأصبحت أوبن إيه.آي، المدعومة بمليارات الدولارات من مايكروسوفت والتي تم دمجها الآن بمحرك البحث بينغ، الخيار الرئيسي من الذكاء الاصطناعي التوليدي بالنسبة لكثير من المستخدمين، إذ يساعدهم على إعداد العقود وخطط السفر وكتابة روايات كاملة.